صحة
معاناة مرضى السرطان في العراق: نقص الخدمات الصحية يزيد من الألم
يواجه مرضى السرطان في العراق تحديات كبيرة بسبب نقص الخدمات الصحية، مما يضاعف معاناتهم الجسدية والنفسية. فعلى الرغم من تزايد أعداد المصابين بهذا المرض، إلا أن المنظومة الصحية في البلاد لا تزال تعاني من ضعف في البنية التحتية، ونقص في الأدوية والعلاجات المتخصصة، مما يجعل رحلة العلاج مليئة بالصعوبات. وفي ظل هذه التحديات، تتطلب معالجة الأزمة تكاتف الجهود لتحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير الدعم اللازم للمرضى.
واقع مرضى السرطان في العراق
تشير الإحصائيات إلى تزايد معدلات الإصابة بالسرطان في العراق، حيث يُعد المرض أحد الأسباب الرئيسية للوفيات. ورغم الجهود الحكومية لإنشاء مراكز متخصصة لعلاج السرطان، إلا أن العديد من المرضى يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة بسبب الازدحام الشديد، ونقص الأجهزة الطبية الحديثة، وقلة الكوادر المتخصصة في علاج الأورام.كما يعاني المرضى من مشكلات في تشخيص المرض في مراحله المبكرة، حيث تفتقر المستشفيات إلى برامج كشف مبكر فعّالة، مما يؤدي إلى تأخر العلاج وارتفاع معدلات الوفيات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الثقافة الصحية حول أهمية الفحوصات الدورية يزيد من خطورة المرض.
التحديات التي تواجه المرضى
نقص الأدوية والعلاجات :
يعاني مرضى السرطان في العراق من نقص حاد في الأدوية الضرورية للعلاج الكيميائي، مما يضطرهم إلى شراء الأدوية من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، أو البحث عن العلاج خارج البلاد. كما أن الأدوية المتوفرة في بعض المستشفيات لا تكون دائماً بالجودة المطلوبة، مما يؤثر على فعالية العلاج.
قلة المراكز المتخصصة:
رغم وجود عدد من مراكز علاج الأورام في بغداد وبعض المحافظات، إلا أنها لا تغطي الاحتياجات المتزايدة للمرضى. فمعظم هذه المراكز تعاني من نقص في التجهيزات الحديثة، بالإضافة إلى الضغط الكبير بسبب الأعداد المتزايدة للمراجعين، مما يؤدي إلى تأخر المواعيد وصعوبة الحصول على جلسات العلاج في الوقت المناسب.
التكاليف الباهظة للعلاج:
يواجه المرضى عبئًا ماليًا كبيرًا، إذ أن العلاج الإشعاعي أو الكيميائي يتطلب ميزانية ضخمة لا يستطيع الكثيرون تحملها، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويضطر بعض المرضى إلى بيع ممتلكاتهم أو الاستدانة لتغطية تكاليف العلاج، مما يزيد من معاناتهم النفسية.
غياب الدعم النفسي والاجتماعي:
لا تقتصر معاناة مرضى السرطان على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الجانب النفسي. فغياب برامج الدعم النفسي والاجتماعي يجعل المرضى يشعرون بالعزلة والاكتئاب، مما يؤثر سلبًا على استجابتهم للعلاج. كما أن نظرة المجتمع تجاه المرض تزيد من معاناة المرضى، إذ يواجه بعضهم تمييزًا أو عزلة اجتماعية.ما الحلول الممكنة؟تحسين البنية التحتية الصحيةيجب على الجهات الصحية العمل على تطوير مراكز علاج الأورام في مختلف المحافظات، وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية للمرضى.
توفير الأدوية بشكل منتظم:
من الضروري وضع سياسات صحية تضمن استيراد الأدوية والعلاجات الأساسية بشكل منتظم، وتقديمها للمرضى بأسعار مدعومة لتخفيف الأعباء المالية عنهم.
تعزيز برامج الكشف المبكر:
يمكن تقليل معدلات الإصابة والوفيات من خلال إطلاق حملات توعوية للكشف المبكر عن السرطان، وتوفير الفحوصات المجانية في المستشفيات والمراكز الصحية.
دعم المرضى نفسيًا واجتماعيًا:
يجب إنشاء برامج دعم نفسي لمساعدة المرضى وعائلاتهم على مواجهة المرض، بالإضافة إلى توفير مجموعات دعم تساعد في تخفيف الضغط النفسي وتعزز من قدرة المرضى على التعامل مع العلاج.
خاتمة:
تعكس معاناة مرضى السرطان في العراق واقعًا صحيًا يحتاج إلى إصلاحات جذرية. فبين نقص الأدوية، وارتفاع تكاليف العلاج، وضعف البنية التحتية، تبقى الحاجة ملحة لتطوير القطاع الصحي وتوفير رعاية متكاملة لمرضى السرطان. إن تحسين الخدمات الصحية لا يقتصر فقط على توفير العلاج، بل يشمل أيضاً تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وضمان حياة كريمة للمرضى خلال رحلتهم مع المرض. ومع تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني، يمكن تقليل معاناة المرضى وتحسين جودة حياتهم بشكل ملموس