سياسة

العراق في قلب التوازنات الإقليمية السوداني يؤكد استقلالية القرار الوطني في مواجهة الاستقطابات الدولية

Published

on

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تعيد رسم خرائط النفوذ الإقليمي وتحت وطأة التوترات المتنامية التي تهدد استقرار المنطقة يواصل العراق تكريس موقعه كقوة توازن إقليمي رافضًا أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الدولية أو طرفًا في استقطابات تهدد سيادته الوطنية.

وفي هذا الإطار التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان حيث تصدّرت المستجدات الإقليمية وانعكاساتها على المشهد العراقي جدول المباحثات في سياق المساعي الدبلوماسية الحثيثة لحماية الاستقرار الداخلي وتأمين موقع العراق ضمن معادلات القوة الجديدة في المنطقة.

السوداني أكد خلال اللقاء أن العراق بحكم موقعه الاستراتيجي وعمقه الحضاري لا يمكن أن يكون تابعًا لأي محور إقليمي أو رهينة لرهانات جيوسياسية تفرضها قوى دولية تسعى لإعادة هندسة خارطة المصالح في الشرق الأوسط مشددًا على أن القرار السياسي العراقي يستند إلى سيادة وطنية غير قابلة للمساومة وعلى نهج براغماتي يوازن بين الانفتاح الإقليمي وعدم الانجرار نحو صراعات تهدد مصالح البلاد العليا.

كما أوضح أن الحكومة العراقية تدرك تعقيدات المرحلة وتسعى إلى تموضع استراتيجي يحمي العراق من تداعيات الأزمات الإقليمية دون أن يعزله عن دوره الطبيعي كلاعب محوري في توازنات المنطقة.

اللقاء تطرق إلى التحديات التي تواجه الأمن القومي العراقي خصوصًا في ظل استمرار التداخلات الإقليمية التي تلقي بظلالها على الداخل العراقي حيث شدد السوداني على ضرورة تحصين العراق أمنيًا واقتصاديًا من أي انعكاسات سلبية قد تنتج عن التصعيدات المستمرة في المنطقة.

وأكد أن العراق رغم تعقيدات المشهد يواصل تقديم نفسه كوسيط عقلاني قادر على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة لكنه في الوقت ذاته لن يسمح بأن يكون ساحةً مفتوحة لأي أجندات خارجية تسعى لفرض وصاية على قراره الوطني.

من جانبه ثمّن ممثل الأمم المتحدة السياسة المتزنة التي ينتهجها العراق في إدارة الملفات الإقليمية مشيرًا إلى أن بغداد باتت نموذجًا للدبلوماسية النشطة التي تتعامل بواقعية مع التحديات دون أن تفقد استقلالية قرارها كما أكد دعم الأمم المتحدة للجهود العراقية في تعزيز الاستقرار الداخلي وإعادة الإعمار واحتواء التداعيات الإنسانية والاقتصادية للأزمات التي تشهدها المنطقة.

اللقاء جاء في توقيت يعد الاخطر حيث يتزايد الإدراك بأن العراق ليس مجرد متأثر بالمتغيرات الإقليمية بل أصبح فاعلًا ولاعبًا أساسيًا في إعادة صياغة معادلات النفوذ الجديدة وبينما تمضي الحكومة العراقية في استراتيجيتها لتعزيز استقلالية القرار الوطني يظل التحدي الأكبر هو الحفاظ على هذا التوازن الدقيق وسط بيئة إقليمية تتسم بالتقلبات الحادة والتنافس الشرس بين القوى الدولية والإقليمية .

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر رواجا

Exit mobile version