سياسة

الصدر يدعو أنصاره لتحديث بياناتهم الانتخابية خطوة لتعزيز الحضور الشيعي

Published

on

في خطوة تحمل أبعادًا كبيرة في المشهد السياسي العراقي دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أنصاره إلى تحديث بياناتهم الانتخابية وهي خطوة تفتح الباب أمام قراءات متعددة خاصة في ظل الظروف التي تعيشها الساحة الشيعية هذه الدعوة التي تأتي في توقيت حساس لا يمكن فصلها عن طبيعة التحولات الجارية داخل البيت الشيعي حيث تسعى مختلف القوى إلى تثبيت مواقعها وتعزيز حضورها بما يخدم المشروع السياسي والمجتمعي للطائفة الشيعية في العراق .

لا يمكن النظر إلى دعوة السيد الصدر إلا ضمن إطار الحرص على تقوية الحضور الشيعي في المشهد الوطني خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة حيث تسعى القوى الشيعية كافة إلى تعزيز مشاركتها بما يضمن استمرارية الدور المحوري للمكوّن الشيعي في قيادة الدولة العراقية فالصدر الذي يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة لطالما أكد أن دور التيار الصدري لا ينفصل عن مشروع تقوية الكيان الشيعي سواء عبر الانخراط المباشر في العملية السياسية أو عبر دعم الاستقرار العام للدولة وهو نهج يتقاطع مع رؤية بقية القوى السياسية الشيعية التي تعمل بدورها على حماية مكتسبات المكون والحفاظ على وحدة موقفها.

الدعوة إلى تحديث البيانات الانتخابية ليست مجرد خطوة تقنية بل هي رسالة واضحة بأن التيار الصدري لا يزال جزءًا من المعادلة السياسية حتى وإن اختار أن يكون على مسافة من التحالفات التقليدية فهذا التحرك يؤكد أن الصدر لا يسعى إلى خلق حالة من الاستقطاب داخل البيت الشيعي بل إلى الحفاظ على حق التمثيل السياسي لأنصاره وهو أمر مشروع في ظل التنافس الديمقراطي ومن هنا فإن موقف الإطار التنسيقي وبقية القوى الشيعية من هذه الخطوة لا ينبغي أن يقرأ في سياق المواجهة بل في إطار التفاعل الطبيعي بين المكونات الشيعية التي تتشارك في الهدف العام المتمثل في الحفاظ على مكانة الطائفة في النظام السياسي العراقي.

إن التيار الصدري بامتداده الشعبي لطالما شكل عامل توازن داخل البيت الشيعي وهو ما تجلى في مراحل سياسية مختلفة حيث لعب دورًا في حماية العراق من الانزلاق إلى صراعات داخلية كما أن الإطار التنسيقي بتركيبته التي تضم قوى شيعية أساسية كان دائمًا طرفًا فاعلًا في تثبيت الاستقرار وضمان تماسك الحكم الشيعي وفي هذا السياق فإن وجود التيار الصدري والإطار التنسيقي ضمن مشهد سياسي متكامل لا يعني بالضرورة التنافس السلبي بل يعكس ديناميكية طبيعية في العمل السياسي الشيعي الذي يقوم على مبدأ التكامل والتعددية ضمن وحدة الرؤية الاستراتيجية.

إن مستقبل المشهد الشيعي في العراق لن يكون قائمًا على الإقصاء أو التفرد بل على التنسيق بين مختلف القوى الفاعلة سواء كانت جزءًا من الإطار التنسيقي أو من التيار الصدري أو غيرها من القوى السياسية الشيعية فالمصلحة المشتركة تقتضي اليوم إعادة ترتيب الأوراق بما يضمن استمرار قوة التمثيل السياسي للقوى الشيعية خاصة في ظل التحديات التي تواجه العراق إقليميًا ودوليًا لذا فإن دعوة السيد الصدر إلى تحديث البيانات الانتخابية قد تكون مقدمة لإعادة صياغة العلاقة بين التيار الصدري وبقية القوى الشيعية على أسس تحفظ للجميع حقوقهم السياسية دون أن تؤدي إلى انقسامات تضر بالمشروع الشيعي العام.

في النهاية فإن ما يجمع التيار الصدري والإطار التنسيقي وبقية القوى السياسية الشيعية أكبر بكثير مما يفرقها والمصلحة العامة تقتضي أن تبقى جميع الأطراف في حالة من التفاعل السياسي الإيجابي بما يخدم وحدة البيت الشيعي ويضمن استمرار دوره في قيادة العراق نحو الاستقرار والتنمية.

الأكثر رواجا

Exit mobile version