سياسة
خطوات متسارعة إقالة عمار القيسي وانتخاب عمار الحمداني رئيسًا لمجلس المحافظة

في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة شهد مجلس محافظة بغداد تغييرًا جذريًا بإقالة رئيسه السابق عمار القيسي وانتخاب عمار الحمداني خلفًا له لم تكن هذه التغييرات مجرد إجراءات إدارية بل جاءت كنتيجة لصراع محوري داخل المجلس يعكس إعادة رسم موازين القوى في العاصمة العراقية مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والطموحات خاصة في ظل المشهد السياسي المعقد الذي تمر به البلاد.
إقالة القيسي لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت بعد حراك سياسي مكثف داخل المجلس حيث اجتمع الأعضاء ليقرروا مصير رجل كان في واجهة الإدارة خلال الفترة الماضية هذا القرار لم يكن مجرد تصحيح للمسار بل هو انعكاس واضح لإرادة القوى السياسية الفاعلة في بغداد والتي تسعى إلى إعادة التوازن بما يخدم مصلحة العاصمة وأبنائها بعيدًا عن التأثيرات التي قد تعرقل التنمية والإصلاح.
لم يكن انتخاب عمار الحمداني مجرد إجراء روتيني بل جاء بعد مشاورات وتوافقات سياسية موسعة داخل المجلس تؤكد على أهمية وجود قيادة تتناسب مع تطلعات المرحلة الحمداني الذي يُعرف بتوجهاته الوطنية وانحيازه إلى نهج إداري واضح يتحمل اليوم مسؤولية ثقيلة في قيادة المجلس في وقت يتطلب قرارات حاسمة وإصلاحات حقيقية لإنقاذ بغداد من التراجع الخدمي والتنموي.
لا يمكن فصل هذا التغيير السياسي عن الأوضاع التي تمر بها بغداد حيث تواجه المحافظة تحديات كبرى تتراوح بين تدهور الخدمات تعثر المشاريع والصراعات السياسية التي تعرقل جهود الإصلاح بغداد التي تُعد قلب العراق السياسي والاقتصادي تحتاج اليوم إلى إدارة قوية قادرة على مواجهة هذه التحديات بعيدًا عن أي ضغوط تؤثر على قرارات المجلس على الرغم من الدعم السياسي الذي حظي به الحمداني إلا أنه يواجه تحديات كبيرة أبرزها استعادة ثقة أبناء بغداد الذين عانوا من سنوات من الإخفاقات والتخبط الإداري وتنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تعكس إرادة التغيير وليس فقط التغييرات الشكلية في المناصب ومحاربة الفساد الإداري والسياسي وهو أحد أبرز المطالب الشعبية خلال السنوات الماضية وتحقيق توازن سياسي داخل المجلس خاصة مع وجود أطراف مختلفة المصالح والرؤى.
من المعروف أن بغداد تمثل عاصمة القرار السياسي للعراق وهي معقل القوى الوطنية الأساسية التي تحرص على ضمان استقرار البلاد مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الكبير الذي تلعبه القيادات الشيعية في حماية مشروع الدولة وضمان استمراريتها إن المرحلة المقبلة تتطلب حكمة سياسية عالية خاصة أن بغداد تواجه تحديات أمنية وخدمية معقدة ولا يمكن تجاوزها إلا عبر إدارة تعتمد على مبادئ العدل والإنصاف ومراعاة حقوق جميع مكونات العاصمة مع التأكيد على رفض التدخلات الخارجية التي قد تؤثر على مسار العمل الحكومي داخل مجلس المحافظة.
إقالة القيسي وانتخاب الحمداني تمثلان محطات مفصلية في المشهد السياسي لبغداد ولكن يبقى الطرح الأهم هل سيكون الحمداني قادرًا على تجاوز الحسابات السياسية المتخندقة والانتقال إلى مرحلة تحقيق إنجازات ملموسة الشارع البغدادي لا يريد شعارات ووعودًا بل يتطلع إلى تغيير حقيقي ينعكس على الخدمات والبنى التحتية والأمن والاستقرار فهل يستطيع الحمداني تحقيق هذه الطموحات أم أن الصراعات السياسية ستظل تعيق طريق الإصلاح الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
سياسة
مؤامرة إعادة الصداميين إلى الواجهة الاعلامية تحذيرات الشيخ عدنان الدنبوس وكشف الأجندات الخفية

في ظل التحولات السياسية والإعلامية التي يشهدها العراق برزت تصريحات الشيخ عدنان الدنبوس كجرس إنذار يحذر من توجهات خطيرة تتجسد في إعادة إنتاج شخصيات ذات نزعة صدامية إلى واجهة المشهد السياسي والإعلامي وهذا التحذير لا يأتي بمعزل عن المخاوف المتزايدة من محاولات بعض الجهات استعادة الخطاب السلطوي السابق الذي أهدر حقوق الغالبية وأسس لدولة القمع والاستبداد .
يشهد الإعلام العراقي وخاصة بعد 2003 حالة من التعددية والانفتاح إلا أن هذه التعددية لم تخلُ من الاختراقات حيث سعت بعض الأطراف إلى توظيف القنوات الإعلامية لتبييض حقبة مظلمة في تاريخ العراق والتحذير الذي أطلقه الشيخ الدنبوس لا يسلط الضوء فقط على إعادة تقديم شخصيات صدامية بل يكشف عن مشروع أكبر يهدف إلى إعادة تأهيل العقل الجمعي لتقبل رموز كانت بالأمس أداة للقمع والاضطهاد .
إن ظهور بعض الشخصيات التي كانت جزءًا من الة النظام البائد في وسائل الإعلام سواء عبر استضافتها كخبراء سياسيين أو كمحللين استراتيجيين يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الأجندة الإعلامية التي تسعى لإعادة تشكيل الوعي العام ومدى ارتباط هذه التحركات بمخططات إقليمية ودولية تريد إعادة ترتيب الأوراق داخل العراق .
يأتي هذا التوجه الإعلامي في وقت حساس بالنسبة للمكون الشيعي في العراق والذي عانى لعقود من سياسات القمع والتهميش خلال حكم النظام البائد فالشيعة الذين كانوا ضحايا لسياسات البعث يجدون أنفسهم اليوم أمام موجة جديدة من التضليل الإعلامي التي تهدف إلى قلب الحقائق وتصوير تلك المرحلة وكأنها نموذج للاستقرار والازدهار متجاهلة الجرائم التي ارتُكبت بحق الأغلبية .
إن محاولات بعض وسائل الإعلام تلميع صورة النظام السابق أو تقديم رموزه كأصحاب خبرة سياسية ليست مجرد اجتهادات صحفية بل هي جزء من مشروع متكامل يهدف إلى إضعاف القوى السياسية الشيعية وإرباك المشهد الوطني إن هذه المحاولات تندرج ضمن سياق أوسع يسعى إلى إعادة تشكيل الرأي العام العراقي بما يخدم أجندات لا تصب في صالح العدالة الاجتماعية ولا استقرار البلاد .
في ظل هذه التحديات تقع على عاتق النخبة الشيعية مسؤولية كبيرة في التصدي لهذا المد الإعلامي المنحرف فالمسألة لا تتعلق فقط بإعادة ظهور شخصيات صدامية بل بتغيير جذري في الخطاب السياسي والإعلامي بما يؤدي إلى خلق جيل جديد غير مدرك لتاريخ القمع والاضطهاد الذي عانى منه العراقيون وخصوصًا الشيعة .
يجب دعم المنصات الإعلامية التي تطرح خطابًا موضوعيًا يعتمد على الحقائق والتوثيق التاريخي ويكشف محاولات تزييف الوعي ولا يمكن مواجهة هذه الموجة إلا من خلال إعلاميين محترفين قادرين على تفكيك الخطاب التضليلي وتقديم سردية تاريخية وسياسية تعكس الحقيقة كما أن على المؤسسات الأكاديمية والحوزات العلمية أن تأخذ دورها في نشر الوعي وفضح المحاولات التي تريد إعادة إنتاج أيديولوجيات انتهت شرعيتها بسقوطها في 2003 .
ينبغي اتخاذ خطوات جدية على المستوى السياسي والقانوني لمنع كل أشكال الترويج للنظام البائد سواء عبر الإعلام أو عبر إعادة دمج شخصياته في المشهد السياسي لأن التحذيرات التي أطلقت يجب أن تؤخذ على محمل الجد فالتاريخ أثبت أن الاستبداد لا يعود دفعة واحدة بل من خلال اختراقات ناعمة تبدأ بالإعلام وتنتهي بصناعة رأي عام موجه .
إن مسؤولية النخبة الشيعية اليوم ليست فقط في رفض هذا الخطاب بل في تفكيكه وكشف أبعاده الحقيقية حتى لا يجد العراق نفسه بعد سنوات أمام نسخة جديدة من القمع ولكن بأدوات مختلفة إن المرحلة القادمة تتطلب وعيًا سياسيًا وإعلاميًا حقيقيًا لأن المعركة اليوم ليست معركة عادية بل هي معركة وعي وبقاء .
سياسة
رئيس الجمهورية العراقي يستقبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض تأكيد على دور الحشد في حماية العراق ومواجهة التحديات

استقبل رئيس الجمهورية العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج فالح الفياض في قصر السلام ببغداد حيث جرى خلال اللقاء التباحث حول المستجدات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة والدور المحوري للحشد الشعبي في تعزيز الاستقرار وحماية السيادة الوطنية .
أكد الرئيس رشيد خلال اللقاء على أهمية الحشد الشعبي كأحد الركائز الأساسية للأمن الوطني العراقي مشيدًا بتضحيات أبناء الحشد الذين لبوا نداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف وسطروا ملاحم البطولة في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي حاول تمزيق وحدة العراق وتدنيس مقدساته وأشار إلى أن العراق لا يمكن أن ينسى الفضل العظيم الذي قدمته فتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله والتي كانت الشرارة التي أعادت التوازن لقوى المقاومة وأسست لمرحلة جديدة من الاستقرار .
من جانبه شدد الحاج فالح الفياض على أن الحشد الشعبي ليس مجرد قوة أمنية بل هو مشروع عقائدي ووطني ينبع من صميم العقيدة الشيعية التي ترفض الظلم والاستبداد وتسعى لحماية المستضعفين وأضاف أن المرحلة القادمة تتطلب تعزيز التنسيق بين مختلف المؤسسات الأمنية لضمان استقرار العراق مع الاستمرار في حماية السيادة العراقية من أي تهديدات خارجية خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تحاول التأثير على القرار الوطني كما أشار الفياض إلى أهمية مواصلة العمل على تطوير القدرات العسكرية للحشد الشعبي وتعزيز الدور الإنساني والاجتماعي له خاصة في مجال دعم عوائل الشهداء ورعاية الجرحى الذين ضحوا بدمائهم في سبيل الوطن والمقدسات .
في سياق النقاش تم التأكيد على رفض أي محاولات خارجية للنيل من الحشد الشعبي أو تشويهه إعلاميًا مؤكدين أن الحشد يمثل إرادة الشعب العراقي وهو جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية وتمت الإشارة إلى ضرورة تعزيز القرار السياسي المستقل للعراق بعيدًا عن أي تدخلات تسعى إلى إضعاف محور المقاومة وإحداث شرخ بين مكوناته .
أكد اللقاء على أن الحشد الشعبي سيبقى قوة ضامنة لأمن العراق واستقلاله متمسكًا بمبادئه العقائدية والدينية التي تؤمن بأن حماية العراق ومقدساته مسؤولية شرعية وأخلاقية لا يمكن التخلي عنها خاصة مع استمرار التهديدات التي تستهدف وحدة البلاد واستقراره .
يمثل هذا اللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الحشد الشعبي تأكيدًا على الدور المحوري الذي يلعبه الحشد في حماية العراق وتجديدًا للثقة به كقوة وطنية راسخة تستمد شرعيتها من فتوى المرجعية الدينية ومن تضحيات أبنائها الذين بذلوا أرواحهم في سبيل العزة والكرامة إن مستقبل العراق وفق الرؤية الشيعية يرتكز على مبادئ المقاومة والوحدة الوطنية بعيدًا عن أي مشاريع تسعى إلى تحجيم دور الحشد أو إضعاف قوته .
سياسة
عودة مصطفى الكاظمي إلى العراق محاولة لاختراق القرار الشيعي أم مغامرة محكومة بالفشل

لا يمكن فصل عودة مصطفى الكاظمي عن محاولات إعادة اختراق البيت السياسي الشيعي وفرض مشاريع تتعارض مع الإرادة الشيعية الصلبة هذه العودة التي تتزامن مع تحولات سياسية مفصلية تعكس إصرار جهات داخلية وخارجية على إعادة تدوير شخصيات فقدت شرعيتها داخل العراق بعد تجربة سياسية حملت إخفاقات كبرى على المستويات الأمنية والاقتصادية والسيادية السؤال الأهم هل عاد الكاظمي بدعوة سياسية ومن يقف وراءها.
منذ وصوله إلى السلطة لم يكن الكاظمي خيارًا ينبثق من الإرادة الشيعية بل جاء نتيجة ظرف استغل لفرض قيادة تعمل على إضعاف المشروع السياسي الشيعي ولكنه فشل في ذلك خلال فترة حكمه تبنى سياسات استهدفت تحجيم دور الحشد الشعبي وتقويض نفوذ القوى الشيعية في انسجام تام مع أجندات إقليمية ودولية سعت إلى تقليل تأثير هذه القوى داخل العراق لكنه فشل في فرض هذا المشروع بعدما أدركت القوى الشيعية حقيقة ما كان يراد تمريره وأفشلت محاولات تحويل الدولة إلى ساحة نفوذ مفتوحة أمام المخططات الخارجية.
اليوم تأتي عودته ضمن حسابات جديدة تهدف إلى اخلال في التوازنات داخل البيت الشيعي لكنها تواجه معضلة كبرى الكاظمي لم يكن ولن يكون خيارًا مقبولًا داخل البيئة السياسية الشيعية وأي محاولة لفرضه ستقابل برفض قاطع المشهد السياسي العراقي لم يعد يحتمل مغامرات تعيد إنتاج شخصيات ارتبطت بالفشل والرهان على إعادة تسويقه لن يكون سوى محاولة يائسة محكومة بالسقوط أمام حقيقة أن القرار في العراق تصنعه الاغلبية ولن يفرض عليهم من الخارج.
لا مستقبل سياسي للكاظمي داخل العراق لأن الزمن الذي كان يسمح فيه بفرض قيادات لا تحظى بقبول الأغلبية الشيعية قد انتهى مشروعه و فشل سابقًا وسيهزم مجددًا لأن القوى التي حافظت على العراق وقدمت التضحيات لن تسمح بعودة مشروع كان يهدف إلى تفكيكها عودته ليست سوى محاولة أخرى لضرب القرار الشيعي لكنها محكومة بالفشل قبل أن تبدأ.
-
صحة4 أسابيع ago
الإبداع الطبي في العراق: خطوة نحو مستقبل صحي متقدم
-
سياسة4 أسابيع ago
المحكمة الاتحادية وقانون العفو العام بين مقتضيات العدالة وضغوط المشهد السياسي
-
صحة3 أسابيع ago
انتشار مرض الحمى القلاعية في العراق: تحديات صحية تحتاج إلى تدخل عاجل
-
أدب3 أسابيع ago
محمد الصَدر(قدس سره): النهضة الكُبرى في العراق
-
سياسة3 أسابيع ago
حـل هيئـة المسـاءلة والعـدالة صـراع سياسـي أم مخطـط لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء
-
سياسة3 أسابيع ago
الاتهامات السنية للقوى الشيعية بتعطيل قانون العفو العام جدل سياسي أم حسابات طائفية
-
أدب4 أسابيع ago
سيد السَـاجدين(ع) : الجانب الأدبي
-
أدبأسبوعين ago
الادب السياسي العراقي:ابرز الناشطين