صحة
انتشار مرض الحمى القلاعية في العراق: تحديات صحية تحتاج إلى تدخل عاجل

يعد مرض الحمى القلاعية من الاضطرابات الصحية التي بدأت تبرز في بعض مناطق العراق، حيث لوحظ انتشار ملحوظ لهذه الحالة بين فئات مختلفة من السكان. بالرغم من قلة الأبحاث المتخصصة حول هذا المرض حتى الآن، إلا أن ما يظهر من معاناة المرضى والتحديات التي تواجه النظام الصحي يشير إلى ضرورة تسليط الضوء عليه والعمل على فهم أسبابه والعوامل المؤدية إلى انتشاره. يتطلب الأمر تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة لتوفير تشخيص دقيق وعلاج فعال يخفف من معاناة المصابين ويحسن جودة حياتهم.
الوضع الحالي لمرض الحمى القلاعية
تشير التقارير الميدانية إلى أن مرض الحنى القلاعية قد بدأ يظهر في مناطق معينة من العراق، خاصة في البيئات التي تشهد ضغوطًا بيئية واقتصادية واجتماعية متفاقمة. يتميز المرض بظهور أعراض جلدية وحساسية مزمنة يصاحبها اضطرابات في الجهاز المناعي، مما يجعل المريض عرضة لمضاعفات صحية إضافية. كما أن غياب الوعي الكافي بين المواطنين حول طبيعة المرض وطرق الوقاية منه يزيد من صعوبة السيطرة على انتشاره، مما يضع المزيد من العبء على المراكز الصحية التي تعاني بدورها من نقص الموارد والكفاءات المتخصصة.
الأسباب المحتملة لانتشار المرض
يمكن تلخيص العوامل التي تسهم في انتشار مرض الحنى القلاعية في العراق فيما يلي:
العوامل البيئية:
تعتبر البيئة الملوثة والتعرض المستمر للمواد الكيميائية والملوثات من أبرز العوامل التي قد تساهم في تحفيز ظهور أعراض المرض. فالمناطق التي تشهد تلوثًا عاليًا في الهواء والمياه قد تشكل بيئة ملائمة لتطور اضطرابات جلدية وحساسية تؤدي إلى مرض الحمى القلاعية.
سوء الظروف المعيشية:
يؤدي انخفاض مستوى النظافة الشخصية وصعوبة الحصول على خدمات صحية متكاملة إلى تفاقم الحالة الصحية لدى الأفراد، مما يزيد من فرص الإصابة بمثل هذه الأمراض المزمنة. كما أن نقص التوعية الصحية يلعب دورًا مهمًا في تأخر اكتشاف المرض ومعالجته مبكرًا.
العوامل الوراثية والهرمونية:
قد يكون للعوامل الوراثية تأثير في ميل بعض الأفراد للإصابة بمرض الحنى القلاعية، إلى جانب تأثير التغيرات الهرمونية التي قد تؤثر على وظيفة الجهاز المناعي وتزيد من حساسية الجلد للمؤثرات الخارجية.
قلة الأبحاث والتشخيص المبكر:
غياب الدراسات العلمية الشاملة حول المرض يؤدي إلى عدم وضوح آليات نشأته وانتشاره، مما يصعب عملية التشخيص المبكر والعلاج الفعال. كما أن نقص الخبرات الطبية المتخصصة في هذا المجال يساهم في تأخر التعرف على المرض وتحديد أنسب سبل التدخل العلاجي.
التداعيات الصحية والاجتماعية
يمتد تأثير مرض الحمى القلاعية إلى عدة جوانب صحية ونفسية واجتماعية، منها:
المضاعفات الصحية:
يؤدي المرض إلى تدهور حالة الجلد وظهور حساسية مزمنة قد تؤدي إلى التهابات ومضاعفات أخرى، مما يجعل المرضى يعانون من آلام مستمرة ويزيد من احتمالية تعرضهم لمشاكل صحية أخرى مثل ضعف الجهاز المناعي.
التأثير النفسي:
يصاحب المرض ضغوطًا نفسية كبيرة نتيجة الشعور بالإحراج والعزلة الاجتماعية، حيث تؤثر مظهر البشرة المتأثرة على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية. كما أن المعاناة المستمرة من الأعراض تؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب بين المرضى.
العبء الاقتصادي:
يواجه المرضى تكاليف علاجية باهظة نظرًا لنقص الدعم المالي وتوفر الخدمات الصحية المحدودة، مما يضاعف من معاناتهم الاقتصادية. كما يشكل المرض عبئًا إضافيًا على نظام الرعاية الصحية الذي يسعى لتوفير الخدمات في ظل موارد محدودة.
استراتيجيات العلاج والوقاية
لمواجهة انتشار مرض الحمى القلاعية، يجب تبني مجموعة من الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية المتكاملة، منها:
تعزيز البحث العلمي:
من الضروري تكثيف الأبحاث والدراسات العلمية لفهم آليات نشأة المرض والعوامل المساهمة فيه، مما يساعد في تطوير طرق تشخيص مبكرة وعلاجات فعالة تتناسب مع خصوصيات البيئة العراقية.
تحسين الخدمات الصحية:
يجب على الجهات المعنية العمل على تحديث البنية التحتية للمراكز الصحية وتوفير الكوادر المتخصصة في الأمراض الجلدية والحساسية، مع تجهيز العيادات بالأدوات والتقنيات اللازمة لتقديم الرعاية المثلى.
التوعية المجتمعية:
تنظيم حملات توعوية لتثقيف المواطنين حول أسباب المرض وطرق الوقاية منه يعد خطوة أساسية. يشمل ذلك نشر المعلومات الصحية حول أهمية النظافة الشخصية وتجنب التعرض للملوثات بقدر الإمكان، بالإضافة إلى تشجيع الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن أي أعراض غير طبيعية.
الدعم النفسي والاجتماعي:
يجب توفير برامج دعم نفسي واجتماعي للمرضى لمساعدتهم على التعامل مع الضغوط الناتجة عن المرض وتعزيز قدرتهم على مواجهة تحدياته. يمكن إنشاء مجموعات دعم مجتمعية تعمل على تبادل الخبرات وتقديم المشورة للمتضررين.
خاتمة
يمثل انتشار مرض الحمى القلاعية في العراق تحديًا صحيًا معقدًا يتطلب استجابة فورية وشاملة من جميع الجهات المعنية. من خلال تعزيز البحث العلمي، وتحسين الخدمات الصحية، وتكثيف حملات التوعية، يمكن اتخاذ خطوات جدية نحو تقليل انتشار المرض وتخفيف معاناة المرضى. إن الجهود المشتركة بين الحكومة والقطاع الصحي والمجتمع المدني ستساهم في بناء نظام صحي أكثر قدرة على مواجهة مثل هذه التحديات، مما يضمن مستقبلًا أكثر صحة واستقرارًا للمواطنين.
صحة
اضطرابات النوم في العراق: لماذا يعاني الكثيرون منها؟

يُعد النوم حجر الزاوية في الحفاظ على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، إلا أن اضطرابات النوم باتت تشكل مشكلة صحية خطيرة تؤثر على نوعية الحياة في العراق. يشكو عدد متزايد من المواطنين من صعوبات في النوم، مثل الأرق، واضطرابات النوم المتقطعة، واضطراب النوم التنفسي، مما ينعكس سلباً على الأداء اليومي والصحة العامة. سنتعرف في هذا المقال على الوضع الحالي لاضطرابات النوم في العراق، والأسباب التي تقف وراء انتشارها، والتداعيات المترتبة عليها، بالإضافة إلى بعض الاستراتيجيات المقترحة للتخفيف من حدتها.
الوضع الحالي لاضطرابات النوم في العراق
تشير الدراسات والتقارير الصحية إلى انتشار واسع لاضطرابات النوم بين مختلف فئات المجتمع العراقي، سواءً في المدن الكبرى أو المناطق الريفية. يعاني العديد من المواطنين من مشاكل في بدء النوم أو الاستمرار فيه، مما يؤدي إلى شعور دائم بالتعب والإرهاق خلال النهار. ويُعتبر نقص النوم الجيد عاملاً مساهماً في انخفاض الإنتاجية وزيادة معدلات الحوادث، إلى جانب تأثيره السلبي على الصحة النفسية والعاطفية.
الأسباب المؤدية إلى اضطرابات النوم
ترجع أسباب انتشار اضطرابات النوم في العراق إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، منها:
الضغوط النفسية والاجتماعية:يعيش المواطن العراقي في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية متقلبة، ما يساهم في زيادة مستويات التوتر والقلق. هذا التوتر النفسي يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الاسترخاء والدخول في حالة نوم هادئة.
البيئة المعيشية الصاخبة:تعاني المدن العراقية من مستويات مرتفعة من الضوضاء والتلوث الضوئي، سواءً من حركة المرور أو الأنشطة الصناعية، مما يجعل إيجاد بيئة هادئة للنوم تحديًا كبيرًا.
تغير أنماط الحياة:الانتشار الواسع للتكنولوجيا واستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قبل النوم يعطل دورة النوم الطبيعية؛ إذ يؤثر التعرض للشاشات الإلكترونية على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.
العادات الغذائية السيئة:يؤثر تناول الأطعمة الغنية بالكافيين والسكريات قبل النوم على جودة النوم، كما أن سوء التغذية ونقص بعض العناصر الغذائية قد يؤديان إلى اضطرابات في النوم.
قلة النشاط البدني:يؤدي انخفاض مستويات النشاط البدني إلى اضطراب نظام الساعة البيولوجية في الجسم، مما يسهم في صعوبة الدخول في نوم عميق ومريح.
التداعيات الصحية والنفسية لاضطرابات النوم
يمتد تأثير اضطرابات النوم إلى جوانب عدة من الحياة، فمن الناحية الصحية تؤدي قلة النوم إلى ضعف الجهاز المناعي، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة، واضطرابات التمثيل الغذائي. كما أن تأثيرها النفسي لا يقل أهمية؛ إذ ترتبط اضطرابات النوم بزيادة مستويات الاكتئاب والقلق، وانخفاض التركيز، مما يؤثر سلباً على الأداء المهني والدراسة والعلاقات الاجتماعية.
استراتيجيات الوقاية والعلاج
لمواجهة مشكلة اضطرابات النوم، يجب تبني استراتيجيات شاملة تجمع بين الوقاية والعلاج، منها:
تعزيز الوعي الصحي:يتعين على الجهات المعنية تنظيم حملات توعوية لتثقيف المجتمع حول أهمية النوم الصحي واتباع عادات نوم سليمة، مثل تحديد مواعيد منتظمة للنوم والاستيقاظ وتجنب المنبهات قبل النوم.
تحسين البيئة المعيشية:يمكن تقليل تأثير الضوضاء والتلوث الضوئي من خلال تحسين البنية التحتية للمدن وتنظيم حركة المرور، كما يُنصح باستخدام ستائر معتمة وأجهزة تكييف تساعد في خلق بيئة نوم مريحة.
الحد من استخدام التكنولوجيا قبل النوم:ينصح الخبراء بتقليل التعرض للشاشات الإلكترونية قبل ساعة من النوم، واستخدام تقنيات تساعد على الاسترخاء مثل القراءة أو التأمل.
المتابعة الطبية والعلاج النفسي:في حالات اضطرابات النوم المزمنة، يمكن اللجوء إلى استشارة أخصائيي النوم أو الطب النفسي لتقديم العلاج المناسب، وقد يشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي الذي يساهم في تعديل أنماط التفكير والسلوك المتعلقة بالنوم.
تعزيز النشاط البدني:ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وتحسين نوعية النوم، مع ضرورة تجنب ممارسة التمارين الرياضية المكثفة قبل النوم مباشرة.
خاتمة
تُعد اضطرابات النوم في العراق قضية صحية ملحة تؤثر على جودة حياة المواطنين وتساهم في تفاقم العديد من المشكلات الصحية والنفسية. من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الاضطرابات وتبني استراتيجيات وقائية وعلاجية شاملة، يمكن تحسين نوعية النوم والحد من تأثيراتها السلبية. إن الاستثمار في التوعية الصحية وتوفير بيئة معيشية مناسبة للنوم يُعتبر خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر صحة وإنتاجية.
صحة
انتشار الأمراض الجلدية في العراق: الأسباب والعلاج

تشهد العراق ظاهرة متنامية من انتشار الأمراض الجلدية بين مختلف فئات المجتمع، وهو ما يمثل تحديًا صحيًا يستدعي اهتماماً عاجلاً من الجهات المعنية. تتنوع الأمراض الجلدية بين العدوى الفطرية والبكتيرية، والحساسية الجلدية، والأمراض الالتهابية، مما يؤثر سلباً على جودة حياة المرضى ويسبب لهم مضاعفات جسدية ونفسية. يستعرض هذا المقال الأسباب الكامنة وراء انتشار هذه الأمراض والحلول الممكنة للتعامل معها بفعالية.
الوضع الحالي للأمراض الجلدية في العراق
تشير التقارير والدراسات إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الأمراض الجلدية في العراق، لا سيما في المناطق الحضرية التي تشهد كثافة سكانية عالية وتحديات بيئية متعددة. يعاني المواطنون من مشاكل جلدية مثل الأكزيما، والصدفية، والالتهابات الجلدية، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض الجلدية المعدية التي تنتقل من شخص لآخر. كما تلعب العوامل البيئية دورًا رئيسيًا في تفاقم الحالة الصحية للجلد، مما يضع ضغوطًا إضافية على نظام الرعاية الصحية.
الأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض الجلدية
يمكن تلخيص أسباب انتشار الأمراض الجلدية في العراق في عدة عوامل مترابطة، منها:
التلوث البيئي:
تؤثر مستويات التلوث العالية في المدن على نوعية الهواء والمياه، مما يزيد من تعرض البشرة للمواد الكيميائية الضارة والجسيمات الدقيقة التي تسبب تهيج الجلد والتهابه.
العوامل المناخية:
تؤدي التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة إلى تسهيل تكاثر البكتيريا والفطريات، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات جلدية، خاصة في المناطق ذات الظروف الجوية القاسية.
سوء العادات الغذائية والنظافة الشخصية:
يؤدي نقص الوعي الصحي إلى تبني عادات غذائية غير متوازنة تؤثر على صحة الجلد، بالإضافة إلى إهمال النظافة الشخصية مما يسهم في انتقال العدوى وظهور المشاكل الجلدية.
نقص الخدمات الصحية المتخصصة:
يعاني النظام الصحي في العراق من ضعف في البنية التحتية وتوفر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الأمراض الجلدية. كما أن قلة العيادات المتخصصة في الأمراض الجلدية وعدم توافر الخبراء يؤثران سلبًا على التشخيص المبكر والعلاج الفعال.
العوامل الوراثية والهرمونية:
تلعب العوامل الوراثية والهرمونية دورًا في زيادة قابلية بعض الأشخاص للإصابة بأمراض جلدية مثل حب الشباب والأكزيما، مما يتطلب متابعة خاصة وعلاجًا مخصصاً.
التحديات والمضاعفات المترتبة على انتشار الأمراض الجلدية
يمتد تأثير انتشار الأمراض الجلدية إلى جوانب عدة، منها:
التأثير النفسي والاجتماعي:
يعاني المرضى من تداعيات نفسية نتيجة المظهر الخارجي المتأثر بمشاكل جلدية، مما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية. كما يتسبب الانتشار الواسع لهذه الأمراض في وصمة اجتماعية تؤثر على العلاقات الشخصية والمهنية.
الضغط على نظام الرعاية الصحية:
تؤدي الزيادة في حالات الأمراض الجلدية إلى زيادة الطلب على الخدمات الصحية، مما يفرض عبئاً إضافياً على المراكز الصحية والمستشفيات التي غالبًا ما تفتقر إلى الإمكانيات والتجهيزات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات.
استراتيجيات العلاج والوقاية
لمواجهة هذه الظاهرة الصحية المتنامية، ينبغي تبني استراتيجيات شاملة تدمج بين العلاج والوقاية، منها:
تحسين الخدمات الصحية:
يتعين على الجهات الحكومية تعزيز البنية التحتية الصحية وتوسيع نطاق العيادات المتخصصة في الأمراض الجلدية. دعم الكوادر الطبية وتزويدها بالمعدات والتقنيات الحديثة سيسهم في تحسين جودة التشخيص والعلاج.
التوعية الصحية:
يجب تنظيم حملات توعوية لتثقيف المجتمع حول أهمية النظافة الشخصية والعناية بالبشرة، بالإضافة إلى تبني نظام غذائي متوازن يساهم في تحسين صحة الجلد. كما ينبغي توعية المواطنين بأهمية الوقاية من التلوث البيئي واتباع أساليب حماية فعالة.
البحث العلمي والتطوير:
دعم الأبحاث العلمية في مجال الأمراض الجلدية يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف علاجات جديدة وأكثر فعالية. يشكل التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية خطوة مهمة لتطوير برامج علاجية مخصصة تعتمد على التجارب المحلية والاحتياجات الفعلية للمواطنين.
دعم العلاج النفسي والاجتماعي:
نظراً للتأثير النفسي والاجتماعي للأمراض الجلدية، يتعين توفير برامج دعم نفسي للمصابين، تساعدهم على التعامل مع الضغوط النفسية وتعزز من ثقتهم بأنفسهم. يمكن إنشاء مجموعات دعم ومراكز استشارية لرفع الوعي وتقديم المشورة للمصابين وعائلاتهم.
خاتمة
يمثل انتشار الأمراض الجلدية في العراق تحدياً صحيًا واجتماعيًا يتطلب جهوداً متكاملة بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الصحي. من خلال تحسين الخدمات الصحية، وتعزيز التوعية والبحث العلمي، يمكن الحد من انتشار هذه الأمراض وتخفيف معاناة المرضى. إن الاستثمار في الوقاية والعلاج المتخصص يعد خطوة أساسية نحو تحقيق صحة جلدية أفضل وجودة حياة أعلى لجميع المواطنين في العراق
صحة
أمراض الجهاز التنفسي في العراق: كيف يؤثر التلوث على صحة المواطنين؟

يُعد تلوث الهواء من أبرز التحديات البيئية في العراق، حيث يؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين ويزيد من انتشار أمراض الجهاز التنفسي. مع تزايد الصناعات والعربات والمصادر المختلفة للملوثات، أصبح الوضع الصحي للأفراد في خطر متزايد، خاصةً في المدن الكبرى التي تعاني من مستويات عالية من التلوث. تتجلى آثار هذا التلوث في ارتفاع معدلات الربو، والانسداد الرئوي المزمن، والتهابات الجهاز التنفسي، مما يستدعي ضرورة تسليط الضوء على هذه الظاهرة والتعامل معها بجدية.
الوضع الحالي لتلوث الهواء وأمراض الجهاز التنفسي
تشهد العراق عدة مدن رئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل مستويات متزايدة من الملوثات الهوائية، نتيجة لعوامل عدة منها:
النمو الصناعي والعمراني:أدت الزيادة المستمرة في الأنشطة الصناعية والتوسع العمراني إلى ارتفاع انبعاثات الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، مما يساهم في تدهور جودة الهواء.
زيادة عدد المركبات:يعتبر ارتفاع عدد السيارات والمركبات العاملة بمحركات احتراق داخلي عاملاً رئيسياً في ارتفاع مستويات الدخان والملوثات الجوية، خاصةً في ساعات الذروة.
استخدام الوقود الأحفوري:يعتمد الاقتصاد العراقي بشكل كبير على النفط والغاز، مما يؤدي إلى إطلاق ملوثات بيئية أثناء عمليات الحرق والمعالجة.
تأثير التلوث على صحة المواطنين
تؤثر الملوثات الهوائية على الجهاز التنفسي بطرق متعددة، منها:
زيادة معدلات الربو:تتسبب الجسيمات الدقيقة والملوثات في تفاقم أعراض الربو، مما يؤدي إلى زيادة نوبات الربو لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.
التهاب الشعب الهوائية والتهابات الرئة:يُعد التلوث سبباً رئيسياً في ظهور الالتهابات المزمنة والحادة في الجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى اضطرابات تنفسية متكررة تستدعي تدخلات طبية عاجلة.
تفاقم الأمراض المزمنة:يعاني المرضى الذين يعانون بالفعل من أمراض الجهاز التنفسي من تفاقم حالتهم مع تلوث الهواء، حيث يؤدي التعرض المستمر للملوثات إلى انخفاض وظائف الرئة وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الانسداد الرئوي المزمن.
التحديات والآثار الاجتماعية والاقتصادية
يمثل التلوث تحدياً صحياً لا يقتصر تأثيره على الجانب الطبي فقط، بل يمتد إلى الجانب الاقتصادي والاجتماعي:
ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية:يؤدي زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي إلى ضغط إضافي على النظام الصحي، حيث ترتفع تكاليف العلاج والرعاية الطبية للمصابين.
تأثير سلبي على الإنتاجية:يعاني المواطنون الذين يتعرضون للتلوث من انخفاض القدرة على العمل والتركيز بسبب المشاكل التنفسية، مما يؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية الاقتصادية.
تفاقم حالة الوعي الصحي:رغم انتشار المعلومات حول مخاطر التلوث، إلا أن عدم اتخاذ إجراءات وقائية كافية يزيد من انتشار الأمراض بين أفراد المجتمع، مما يستدعي جهوداً توعوية أكبر.
استراتيجيات للتخفيف والوقاية
لمواجهة آثار تلوث الهواء على صحة الجهاز التنفسي، يمكن اتباع عدة استراتيجيات:
تطوير البنية التحتية البيئية:يتوجب على الجهات المعنية العمل على تحسين نظم النقل العام وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية لتقليل انبعاثات المركبات، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة على الصناعات الملوثة.
تعزيز التشريعات البيئية:من الضروري سن قوانين وتشريعات صارمة للحد من إطلاق الملوثات، ومراقبة أنشطة المصانع والشركات بما يضمن التزامها بمعايير بيئية دولية.
رفع مستوى الوعي الصحي:يمكن تنظيم حملات توعوية للمواطنين حول أهمية حماية الجهاز التنفسي والوقاية من التلوث، مع تقديم نصائح عملية كاستخدام الأقنعة في المناطق الملوثة والابتعاد عن الأماكن ذات الكثافة العالية.
دعم البرامج الصحية:ينبغي تعزيز دور المراكز الصحية في الكشف المبكر عن أمراض الجهاز التنفسي وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، بالإضافة إلى دعم الأبحاث والدراسات التي تهدف إلى تحسين جودة الهواء.
خاتمة
يمثل تلوث الهواء تحدياً صحياً بيئياً يؤثر بشكل مباشر على صحة الجهاز التنفسي في العراق. مع تزايد مستويات الملوثات وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات شاملة تجمع بين تحسين البنية التحتية البيئية وتطبيق التشريعات الصارمة وتعزيز الوعي الصحي. من خلال تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني، يمكن تحقيق بيئة هوائية نظيفة تقلل من معاناة المواطنين وتحسن من جودة الحياة والصحة العامة على المدى الطويل.
-
صحة4 أسابيع ago
الإبداع الطبي في العراق: خطوة نحو مستقبل صحي متقدم
-
سياسة4 أسابيع ago
المحكمة الاتحادية وقانون العفو العام بين مقتضيات العدالة وضغوط المشهد السياسي
-
أدب3 أسابيع ago
محمد الصَدر(قدس سره): النهضة الكُبرى في العراق
-
سياسة3 أسابيع ago
الاتهامات السنية للقوى الشيعية بتعطيل قانون العفو العام جدل سياسي أم حسابات طائفية
-
سياسة3 أسابيع ago
حـل هيئـة المسـاءلة والعـدالة صـراع سياسـي أم مخطـط لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء
-
أدب4 أسابيع ago
سيد السَـاجدين(ع) : الجانب الأدبي
-
أدبأسبوعين ago
الادب السياسي العراقي:ابرز الناشطين
-
صحة4 أسابيع ago
المستشفيات الخاصة في العراق: هل توفر بديلاً جيداً؟